دكتور ضيو مطوك يكتب : “وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين”

الأستاذة أجوك عوض الله أثارت موضوعا مهما عن أوضاع اللاجئين السودانين الجنوبيين بالسودان خاصة داخل الخرطوم ولمحت إلي أن المستشار توت قلواك يتردد علي العاصمة السودانية برسائل كثيرة مبعوثا رئاسيا دون مردود إيجابي ينعكس على مجمل أوضاع المواطنيين السودانيين الجنوبيين المتواجدين بالسودان وتصر الكاتبة على أن المسئولين في البلدين يتحدثون عن التحسن في العلاقات الثنائية لكن في الواقع الأحوال تزداد سوءا خاصة وسط الطلاب الذين يعاملهم السودان كأجانب في وقت يتم معاملة الطالب السوري أو اليمني مثل الطالب السوداني.
الإثارة و التبصير بمثل هذه القضايا مهم جدا حتي ولو بالتلميح، وإن كانت في غير محلها مثلما فعلتها الأستاذة أجوك فالمستشار توت قلواك ليس مكلفا بملف الحريات الأربع بل زياراته المتكررة إلى الخرطوم تأتي في إطار ملف مغاير تماما وهو معالجة النزاع المسلح في السودان وأن التطرق لهذه القضية ربما يكون خارج تكليفه الرسمي وسيكون أثره غير ملموس لأن السودان دولة مؤسسات ونادرا ما يتعامل مع القضايا بعاطفية.
هذا الملف هو مسؤلية اللجنة السياسية الأمنية برئاسة وزراء الدفاع بالبلدين أما اللجنة الفرعية الخاصة بالحريات الأربع فيرأسها وزيرا خارجية البلدين أيضا هناك لجنة فرعية أخري لافتتاح المعابر الحدودية تم إسناد رئاستها لمدراء الجمارك بالبلدين.
هذه اللجان شكلت في عهد الرئيس السابق عمر البشير وربما كان البلدان مهمومين بمعالجة القضايا الأمنية والقضاء علي إيواء متمردي كل في الحدود ولذلك كان الاهتمام بالقضايا الأمنية ضرورة ملحة و يبرر قيام مثل هذه اللجان ذات الطابع الأمني وليس الاقتصادي
الآن المصالح بين البلدين تغيرت مما يتطلب إعادة النظر في طبيعة هذه اللجان ويتم إسناد رئاستها إلي وزراء القطاع الاقتصادي أو تشكيل لجان وزارية يرأسها رئيسان في البلدين ويتم تمثيل الوزراء فيها حسب مهام كل وزارة .
مقال أستاذة أجوك الذي صادف صدوره وجود وفد المستشار توت في الخرطوم حرك مياه ساخنة حيث خلق فرصة لتطرق هذا الموضوع المهم بشكل ودي وغير رسمي مع السلطات السودانية وفعلا أخذت السلطات السودانية هذا الأمر مأخذ الجد وانعقد اجتماع موسع للحريات الأربع في القصر الجمهوري برئاسة الفريق أول شمس الدين كباشي استعدادا للاجتماع بطرف جنوب سوداني بالخرطوم أو بجوبا برئاسة وكيل وزارة الخارجية.
أما موضوع المعابر الحدودية فقد سمعنا مرارا وتكرارا من كبار المسؤولين بأنها تم افتتاحها ولكن حتي الآن لم يشهد هذا العمل النور والأوضاع تزداد سوءا مما يتطلب التدخل السريع ومنع تأزم الأمور على الحدود.
نريد أن نشكر الأستاذة أجوك ونقول أحيانا مشكلتنا هي عدم متابعة القرارات الرئاسية وتنزيلها علي أرض الواقع وهي مسؤلية الوحدات الإدارية وليس السيادية وربما أيضا التداخل في المهام والاختصاصات الموسسات المختلفة يجعل الأمر صعبا.
التعليقات مغلقة.