حوار الراهن السياسي مع السيد مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة1_ 2 : خلاف البرهان وحميدتي خلاف سلطة وسياسة

حميدتي تحالف مع الحرية والتغيير متخذا منها منصة يعتلي عبرها سدة السلطة وجسرا ينال به رضي القوي الغربية
خلاف البرهان وحميدتي خلاف سلطة وسياسة….
تحركات النائب الأول مخالفة للنظم التي تحكم المناصب الدستورية …
تكليف برمة مخالف للدستور والواثق البرير يمارس مهام سياسية تتعارض مع ما نص عليه الدستور الذي حصر مهام الأمين العام في التنظيم ….
وجود العسكر في السلطة الانتقالية أمر واقع في الفترات الانتقالية ولكن لفترة محدودة تنتهي بالانتخابات . غيرت الحرية والتغيير طبيعة الانتقال وجاءت ببدعة الشراكة مع الجيش فانقلب عليهم. …
حزب البعث توفرت له اموال صدام ترشحوا في ٦٧ دائرة وفشلوا في الفوز ولو بدائرة واحدة…..
حوار : رئيس التحرير
في هذا الحوار الاستثنائي مع السيد مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة كشف عن علاقة ممتدة مع الحركة الشعبية منذ سبتمبر 89 بعد انقلاب الانقاذ وقال إن هذه العلاقة علاقة سياسية تطورت الي صداقة أخوية . قدنا من خلالها عملا كبيراً في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وكشف مبارك الفاضل أن الدور الذي تقوم به دولة جنوب السودان في الوساطة هو دور صادق ولا يرتكز على أي مصالح ضيقة وان سقوط الانقاذ كان دافع أكبر لعلاقات أقوى بين البلدين . اذ ان الإنقاذ حولت الحرب السياسية مع الجنوب إلى حرب دينية . وأمن الفاضل على أهمية الورشة التي انعقدت في جوبا وقال ان اهم ما ناقشته هو مسألة الدمج لقوات الحركات المسلحة وان المراجعات التي تمت تمكن من معالجة القصور ، واجاب الفاضل عن سؤالنا له عن الأوضاع داخل حزب الأمة القومي واصفا الإمام بالشخصية الاستثنائية وقال إن تكليف رئيس الحزب الحالي مخالف للدستور وامينه العام يقود السياسة بدلا عن قيادة التنظيم .
فإلى تفاصيل اللقاء،،،،،،.
في البدء الزيارة لجوبا سياسية ام خاصة؟
لدى في جوبا علاقات كبيرة خاصة مع الحركة الشعبية التي إمتدت علاقتي معها لأكثر من 35 عام وأنا أعتبر أول سياسي أقامة علاقة وابرم تحالف مع الحركة الشعبية منذ سبتمبر 89 نص الاتفاق علي انضمامهم للتجمع الوطني الديمقراطي تحالف المعارضة السودانية الذي وحد لأول مرة في تاريخ السودان المعارضة الشمالية والجنوبية في مواجهة نظام انقلابي واستمرت العلاقة بيننا وأصبحت صداقة أخوية. نحن في حزب الأمة قمنا بخطوة غير مسبوقة حيث قدمنا 13 من شبابنا الخريجين في الجامعات المصرية وذهبوا وامضوا عامين في الجنوب حيث تدربو في الكلية الحربية التابعة للحركة الشعبية وكانو ذلك في إطار بناء الثقة بيننا ، وأصبح هؤلاء االضباط النواة الأولى التي اسست جيش الأمة كما خلقنا علاقات إنسانية كبيرة مع قادتها، عشنا في جوبا وقت الشدة. كانت أول زيارة قمت بها الي جوبا حضور تشييع الراحل قرنق وقد تفاجأت أن نظام الإنقاذ لم يقم بأي تنمية في الجنوب وهناك تساؤل لماذا لم يقوموا بعمل سواء كان طريق أو مستشفى حيث ظل المستشفى الوحيد الذي ظل يعمل هو مستشفى أسسه الإنجليز . اذا علاقتنا قديمة مع الإخوة في الحركة الشعبية وعملنا سويا لمدة 10 سنوات. زرت نيفاشا خلال المفاوضات وكنت وقتها مساعد رئيس وكان قادة المؤتمر الوطني يقولو لي ( اصحابك ناس الحركة ) دخلت في وساطة بين قادة الوفدين لكي يستانفوا المفاوضات حيث كانت متوقفة لمدة ١١ يوم لإيجاد حلول لكي يعودوا للمفاوضات فذهبت لعلي عثمان وقرنق وعرضت عليهم نقاط يلتقي حولها قرنق وعلي عثمان وامنا عليها لبدء التفاوض وفي المساء اكتشفت ان نافع وعلى عثمان قد قرروا بعدم منحي غرفة وحدثت مشكلة وتدخل دكتور غازي واخبرهم أن هذا مساعد رئيس تصرفكم هذا حيعمل فضيحة لأن الحركة حتستضيفه وقد تم منحي الغرفة.
كيف ترى الدور الجنوبي في الحل السياسي في الأزمة السودانية؟
الدور الجنوبي هو الوحيد الذي لا يرمي لمصالح خاصة في السودان لأن استقرار السودان يؤثر تأثير مباشر على دولة الجنوب فبعد سقوط نظام الانقاذ الذي كان بمثابة كابوس حيث تم تحويل الحرب إلى حرب دينية و تم منع التجارة وقفل الحدود وكانت التصرفات عدائية وتبنوا المجموعات التي تمردت وكان تدخلهم مباشر في الصراعات القبلية التي كانت تقع في الجنوب لذلك زوال نظام الانقاذ كان زوال الكابوس وهم الآن انفتحوا على السودان بحماس وهم الاقدر على التوفيق بين اخوانهم في شمال السودان .
كيف تقييم ختام ورشة جوبا وهذه المعارضة لاتفاق جوبا للسلام..؟
الورشة كانت إيجابية لمراجعة هذه الاتفاقية خاصة فيما يتعلق بدمج القوات والقضايا الأمنية وهذا عمل إيجابي مفيد لنرى من كان العائق في تنفيذ بنود الاتفاق هل الجيش أم الحركات لأن هناك قول ان الحركات لم تحضر قواتها إلى مناطق تجميع المقاتلين وهناك اختلاف في الروايات لذا أن الورشة تكشف أوجه القصور وتعمل على معالجتها لكن من ناحية أخرى فإن اتفاق المسارات الثلاثة أدي الي رأي عدائي ورافض للاتفاق كما ذكر الأخ مناوي في خطابه في ختام الورشة . لماذا لم يتم البحث في أسباب هذا العداء والذي في رأيي نتج عن اقحام المسارات الثلاثة الوسط والشرق والشمال وهي ليست مناطق حرب تختلف في مشاكلها ومطالبها التنموية عن المناطق المتأثرة بالحرب . وقد مثلها أشخاص ليس لديهم ثقل سياسي أو تفويض من أهل هذه المناطق. مسار الشرق الذي لم تراعي فيه خصوصية المنطقة وتركيبتها الإجتماعية وحوجتها التنموية فبدل ان يعالج المسار مشكلة الشرق ادي تفاقمها وتعقيدها بل حتى تسبب في صراعات دموية بين المكونات الاجتماعية لذا لابد من إلغاء المسارات الثلاث لأن سكان هذه الالقاليم الثلاث يروا ان الأتفاقية وضع يد على هذه الاقاليم الثلاث بواسطة أشخاص ليس لديهم تفويض ولذلك حدث الرفض والعداء واذا ركزت الاتفاقية على المناطق المتأثرة بالحرب في دارفور والمنطقتين وراعت خصوصية الشرق ومطالب اهله التي عبرو عنها في مؤتمراتهم المختلفة وتركت المشاكل التنموية لتبحث بشكل عام ومنفصل في إطار قومي لما أثارت كل هذا الغلط وأفرزت مشكلات كما حدث في الشرق والوسط والشمال حيث قامت كيانات مناوئة للمسارات وترون الان ما يقوم به الصوارمي وابو عاقلة من استغلال للعزاء والرفض لمسار الشمال من خلال حشد وتعبئة عنصرية كريهة ومرفوضة وهذا امر مرفوض .
خلافات البرهان وحميدتي ؟
كل شي وارد بين البرهان ودقلَو وهو في تقديري صراع سياسة وهيمنة على السلطة والأمر الذي صعد الخلاف هو تحالف دقلو مع المجلس المركزي في محاولة الهيمنة على الحكم من خلالهم وبالرغم من أن البرهان وتحت ضغط من الأمريكان حاور المجلس المركزي ووقع معهم الاطاري الا أنه عاد وتراجع لأن الجيش لم يكن راضي عن اتفاق ثنائي اقصائي يعيد تجربة الحرية والتغيير الفاشلة في الحكم . كما انهم يرون أن سيطرت حميدتي علي المجلس المركزي يقود الي هيمنته علي الحكومة القادمه من خلال سيطرته علي هذه المجموعة السياسية الصغيرة فاقدت الخبرة
ففي الوقت الذي ظل فيه البرهان يكرر بدعم من الجيش على ضرورة فتح الاتفاق الاطاري ليصبح عملية سياسية شاملة لاتستثني أحدا الا المؤتمر الوطني استمر حميدتي بالجزم في كل خطبه أن الاتفاق الاطاري سوف ينفذ دون إضافة او تغيير ( مما يفهم أنه تحدي للبرهان والجيش ) وهو حقيقة بهذا الموقف ذبح الاتفاق الإطاري الذي لا يمكن تنفيذه الا برضا القوات المسلحة وليس فرضا عليها وهذا الموقف قد يؤدي الي ما لا يحمد عقباه .
ايضا حميدتي استفاد من تردد الفريق البرهان في جمع الصف الوطني وتشكيل سلطة انتقالية جديدة واخذ يتحرك كرئيس مطلق مستفيدا من امكانته المالية الكبيرة وسنده العسكري والفراغ القيادي والسياسي ولكن تحركه هذا مخالف للتراتبية الدستورية التي تحدد مهام الرئيس ونائبة . وتسببت في تعقيدات لن تحل الا باتفاق سياسي جامع وتكوين حكومة مدنية تفرض هيمنتها. وتنفذ الاستحقاقات المطلوبة لدمج الدعم السريع وقوات الحركات المسلحة وصولا لجيش قومي موحد تحت قيادة موحدة ويرجع العسكريين لوضعهم الطبيعي فالوضع الحالي هو وضع استثنائي ينتهي بقيام الانتخابات .
هذا اعتراف بسلطة العسكر؟
ابدا هذا توصيف لأمر واقع تسببت فيه قحت المجلس المركزي السلطة الان عند العسكريين و حتى الاتفاق الأخير عقده المجلس المركزي مع قائد القوات المسلحة وقائد الدعم السريع اتفقوا معهم سرا علي تنازل الجيش لهم عن السلطة السيادية مقابل استقلال الجيش عن السلطة المدنية والحصانة ، وهو الأمر الذي أشار إليه حميدتي بالاتفاق السري في الدرج . هناك نقاط كثيرة لم يتم الإفصاح عنها بل يمارس المجلس المركزي تضليل متعمد للرأي العام بأن هناك حكومة مدنية كاملة بسلطات كاملة يقابله تأكيد واضح وصريح من قائد الجيش في كل خطاباته بأنه لن يحكم الجيش مدني غير منتخب ولن يكون هناك تسليم لقيادة القوات المسلحة الا لحكومة مدنية منتخبة وذكرها البرهان صراحة في آخر لقاء له مع لينا بعقوب في قناة العربية الحدث. لذا نحن نصر على قيام الانتخابات بإعتبارها الضامن لتشكيل حكومة مدنية كاملة الدسم
البرهان تحدث كثيراً عن الانتخابات انتم كاحزاب لماذا لا تتجهون إلى الانتخابات؟
نحن اول المنادين بانتخابات مبكرة بل نادينا بأن لا تزيد الفترة الانتقالية لا كثر من عامين لكن قحت لاتريد إنتخابات وذلك لأن معظم مكوناتها كما كتب الإمام الصادق المهدي لافتات ليس لديهم مصلحة في قيام انتخابات فهم أحزاب جديدة محدودة العضوية وهذا الأمر ليس بجديد فقد حدث من قبل في عام 64 بعد نجاح ثورة اكتوبر تجربة مماثلة حيث سيطر الحزب الشيوعي علي الحكومة الانتقالية الأولي بواجهات مختلفة وقرر مد الفترة الإنتقالية ولكن الأحزاب الجماهيرية نزلت إلى الشارع وضغطت على رئيس الوزراء أن يحل الحكومة فحدث وتم تشكيل حكومة متوازنة اقامت الانتخابات بعد عام . هذه المرة مضت اربع اعوام بدون انتخابات . أن لم تجري انتخابات في خلال سنتين بالاكثر فإن السودان لن يشهد التحول الديمقراطي المنشود وتصبح الاوضاع مفتوحة علي كل الاحتمالات والله يستر علي البلد .
انت واحد من الأحزاب الا تريد الذهاب إلى انتخابات؟
انا اكثر زعيم حزب ظل ينادي بالتبكير بالانتخابات في كل مؤتمراتنا الصحفية ولقاءاتي وحواراتي الصحفية وفي مخاطباتي للبرهان والقوي الغربية والاقليمية . علي عكس جماعة المجلس المركزي الذين يسعون لتمديد الفترة الانتقالية الي عشر 10 سنين لأنهم يعتقدون أن العشرة أعوام سوف تمكنهم السيطرة علي مفاصل الدولة ( تمكين جديد) وعليه يستطيعون التلاعب بالانتخابات والاستمرار في السلطة..
لن يجدوا فرصة في الانتخابات؟
هذه احلام يقذه اذا بالغنا وجاملناهم نقدر ليهم ان يحرزوا مقعد او مقعدين . الحزب الشيوعي وهو حزب عريق عمره سبعين سنة لم يحرز اكثر من ثلاث مقاعد . في السودان الناس تصوت بالثقة في المرشح ومكانته الاجتماعية وحزبه السياسي . هؤلاء شباب معظمهم من العاصمة لا يملكون قاعدة اجتماعية مثلا هل لأي من هذه الاحزاب الجديدة حلة او حي في العاصمة الأحزاب الكبيرة مثل الأمة له مناطق مقفولة في وسط وغرب وشرق وشمال السودان واحياء مثال حي ودنوباوي والثورة القديمة وامبدات الختمية والاتحاديين في البحر الأحمر ونهر النيل والشمالية وكثير من أحياء بحري القديمة لديهم وجود اجتماعي وجماهيري .
كيف ترى حزب الأمة بعد وفاة الإمام؟
اري ان الحزب قريبا سوف يتوحد، اما الوضع الحالي في الأمة القومي بعد رحيل الإمام فهو قريبا الي نهاية لانه استمر باسم الإمام وسايرتهم العضوية في ظروف حزن عاطفية لكن قوة الدفع العاطفي هذه انتهت( نفد الوقود العاطفي) وتفجرت الان الخلافات في أجهزة الحزب وانتفضت قيادات وأجهزة الحزب في الولايات رافضين احتكار القرار السياسي والتنظيمي لمجموعة صغيرة وتغييب القواعد ورافضين إسقاط خريطة الطريق للفترة الانتقالية التي سطرها الإمام الراحل في وثيقة العقد الاجتماعي واجازتها أجهزة الحزب كافة في المركز والولايات وكان اهمها إعادة الحرية والتغيير لمنصة التأسيس وتوسيع عضويتها بضم كافة القوي السياسية التي شاركت في النضال ضد الانقاذ
الأمام الصادق المهدي كان شخصية استثنائية. السفير الأمريكي الأسبق في العهد الديمقراطية الثالثة مستر نورمان اندرسون كتب كتاب خصص فيه فصل عن حزب الأمة قال إن الحزب لديه قيادات متعلمة وذكية ولديها قدرات وذكر ثلاثة أسماء عمر نورالدائم ، بشير عمر ومبارك المهدي ، لكن شخصية السيد الصادق المهدي الطاغية Towering يتحول امامها قادة حزبه الي حواريين باستثناء مبارك المهدي الذي يواجه الصادق المهدي ويقول له أخطأت اذا أخطأ . دستور الحزب كرس كل السلطات السياسية والتنظيمية لدي الرئيس الأمين العام ليس لديه صلاحيات سياسية او تنظيمية فقط دوره ينفذ السياسات التنظيمية الصادرة من الرئيس والمكتب السياسي . بعد وفاة رئيس الحزب الامام الصادق كان يجب تشكيل لجنة مصغرة لادارة الحزب ودعوة الهيئة المركزية خلال ٤٥ يوما لتنعقد في هيئة مؤتمر وفق المادة ١٦ أ من الدستور لان الاجهزة الادني ( المكتب السياسي) لا تستطيع أن تقوم مقام المؤتمر العام او الهيئة المركزية التي ذاتها تصعد المكتب السياسي من بين عضويتها. كلف المكتب السياسي الأخ برمة ناصر رئيسا لمدة عام وهو تكليف مخالف للدستور وقد انقضي العام والرئيس المكلف والأمين العام رافضين دعوة الهيئة المركزية لأنهم وجدوا وضعا لايحلمون به ، وهم يعلمون علم اليقين ان الهيئة المركزية ستطيح بهم وستعيد العمل بالعقد الاجتماعي الذي سطره الإمام الراحل وهو بمثابة وصيته السياسية رسم من خلاله خريطة طريق الانتقال وهذه الخطوة ستقضي علي المجلس المركزي الذي يستند علي اسم الأمة القومي وبدونه لا يسوي شيئا .
وإنني علي ثقة بأن الهيئة المركزية قطعا ستاكد علي تفعيل وحدة حزب الأمة التي تمت بالدمج في عام ٢٠١١ خاصة أن الهيئة ظلت في كل دورات انعقادها تزين قراراتها بضرورة وحدة حزب الأمة.
الفريق صديق استقال وتراجع عن الاستقالة؟
نعم ( زعل) ذهب لحضور حوار فولكر وقال له اسمك غير موجود والأمين العام قال انك غير مفوض وكان معه قيادات من الحزب لذلك غضب وقدم استقالته وتمت مراجعته وسحب الاستقالة.
التعليقات مغلقة.