ضيو مطوك يكتب : مفردات تزن ذهبا في السلام الاجتماعي

“يا سيادة الرئيس نحن هنا من أجل العفو والتصالح والسلام والخروج من معسكرات النزوح”.
في الأسبوع قبل الماضي تحدثنا عن أثر بعض الكلمات علي السلام الاجتماعي وقلنا بأنها تساهم في تغيير الوضع من حالة الاحتقان إلي الانفراج وأتينا بالمثل بالعبارة “جد أنا آسف” وما يمكن أن يحدثه في تهدئة النزاع وخلق جو من التفاهم بين الطرفين المتنازعين أو الأطراف المتنازعة.
الجملة أعلاه التي افتتحنا بها هذا المقال (يا سيادة الرئيس نحن هنا من أجل العفو والتصالح والسلام والخروج من معسكرات النزوح) جاءت من ممثلي النازحين بمخيمات النزوح بمقرات الأمم المتحدة أثناء اللقاء الجامع الذي جمعهم برئيس الجمهورية في قاعة الحرية بجوبا الأربعاء الماضي هو يوم خصصته رئاسة الجمهورية للقاء أهل المخيمات بالسيد الرئيس بغرض تدشين برامج المصالحة الوطنية ورتق النسيج الاجتماعي والعودة الطوعية.
الكل يعلم الشرخ الكبير الذي أصاب النسيج الاجتماعي نتيجة للحرب اللعينة التي ضربت بلادنا قبل عشر سنوات وبسببها حدث نزوح واسع في البلاد خاصة إقليم اعالي النيل الذي تاثر بحرب ٢٠١٣ قبل أن تضرب تلك الحرب اللعينة الاستوائية عام ٢٠١٦ بسبب عبور قيادات الحركة الشعبية في المعارضة أراضي الإقليم وبعد ذلك استغل الأمر حركة ناس لاشعال حربها في المنطقة.
هذا المنشط الضارب في جذور التعافي الاجتماعي يعتبر خطوة متقدمة نحو الاستقرار الحقيقي في البلاد ويجب على كل فئات المجتمع المحلي والمنظمات الدولية دعمه فهو ليس مسئولية رئاسة الجمهورية لوحدها ولكن كل مكونات وشرائح مجتمعاتنا المحلية وأيضا المجتمع الدولي خاصة الأمم المتحدة التي ما زلت وما تزال تساند وتدعم الاستقرار في جنوب السودان.
اعتقد أن هذا اللقاء المهم الذي جمع الرئيس بالنازحين والذي سمعنا فيه هذه المفردات الذهبية الهادفة للسلام الاجتماعي جاء متاخرا وكنا نأمل أن يشكل أولي حلقات تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة الموقعة عام ٢٠١٨ بما له من ثقل في الاستقرار في البلاد.
هذه الفئة المهمة والتي لها صلة مباشرة بالعفو والتصالح والتعافي الاجتماعي قدمت رؤاها في العملية السلمية وتري بأن أسباب استمرارهم في المخيمات مرتبطة بعدم وجود المعينات اللازمة لتسهيل الخروج إلي الحياة الروتينية وتدعم العودة الطوعية وعلى رأسها تمليك قطع سكنية في ولاية الاستوائية الوسطي خاصة الذين لا يرغبون في العودة إلي مناطقهم وهو مطلب يسانده و يقره دستور جنوب السودان.
التعليقات مغلقة.