بدأت الدول العربية والإفريقية تدرك أن البديل الأمثل للغرب وأمريكا هو دولة الصين المعروفة بتعاملها الحاد جدا مع كل القضايا والاتفاقيات الاقتصادية…
للصين تقدير خاص السودان وهو ما جعلها تتعامل مع شعبه بمثالية ولا تنظر إلى نظام الحكم القائم ..والذي ينظر إلى الخرطوم يجد أن الصين أكدت حرصها على السودان منذ أمد بعيد ويكفي أنها التي شيدت صرحا عملاقة بقيمة قاعة الصداقة بالخرطوم وهي التي استخرجت البترول في السودان وأنشأت العديد من الصروح..
وبالرغم من أن الصين يحكمها الحزب الشيوعي إلا أن ذلك لم يكن عائقا بأن تكون أكثر الدول المتحالفة مع السودان في عهد الإنقاذ المعروف بخلفيته الإسلامية…
من الواضح أن الصين دولة تتعامل بواقعية كبيرة وتنظر إلى مصالحها بشكل مباشر ولا مجال هنا العاطفة أو المجاملات.
لا شك أن أمريكا تنظر للتنين الصيني بقلق بالغ خاصة فيما يتعلق بتمدده في القارة الأفريقية…
ولقد أعادت أمريكا النظر في ملف علاقتها بالسودان خلال السنوات الأخيرة بسبب الصين التي تتخذ من السودان مدخلا لتحقيق العديد من المصالح في أفريقيا، وبما أن واقع اليوم يحتم على جميع الدول أن تتعامل بمبدأ تغليب مصلحتها فإن السودان الحق في التعامل مع الصين ليس نكاية في أمريكا أو غيرها ولكن حرصا على مصلحة شعبه…
القمة الصينية العربية التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض تعتبر أهم ملامح التحول الاقتصادي القادم وان الدول العربية بدأت رحلة الانعتاق من سطوة اليانكي والتحرر من القبضة الأمريكية التي تأثرت كثيرا بالحروب العبثية التي ظلت تخوضها أمريكا وتخرج منها بخسائر وخبيات كبيرة …
ما يجب أن تفهمه أمريكا والدول الأوروبية أن دول العالم الثالث غادرت مربع الاستسلام والاذعان الوصاية وأنها خرجت من بيت الطاعة ولم تعد ترهن قرارها إلا لمصلحة شعوبها ، وهذا وضع يتطلب من امربكا والغرب التعامل بعقلية أكثر واقعية وان تفهم هذه الدول أن دول العالم الثالث أصبحت تفكر بطريقة منفتحة ولم تعد تتعامل مع دول العالم بذات القداسة السابقة وذلك بعد أن تبين لها أن أكثر من ٧٠% من الموارد التي يحتاجها العالم خلال ال١٠٠ عام القادمة توجد في هذه الدول الفقيرة بفعل السياسات الخاطئة والفساد والمحسوبية والحروب وتدهور الخدمة المدنية …
كل المؤشرات تؤكد أن الفترة القادمة ستشهد اجتهاد التنين الصيني لالتهام اليانكي الأمريكي ولكن اكثر ما يشغل تفكير التنين الصيني الكيفية التي ينقض بها على اليانكي الأمريكي والذي يشعر الآن بأنه في ورطة حقيقية ولكن لا اعتقد انه يستسلم بسهولة…
التعليقات مغلقة.