الزبير سعيد يكتب: (شارع الحرية) لم يعد يؤدي إلى السجانة فقط…!

هناك العديد من المفارقات العجيبة والتي لا يمكن أن تحدث إلا في السودان ، وأبرزها أن شارع الحرية الشهير بالرغم من اسمه إلا أنه الشارع الوحيد في العالم الذي يؤدي بسالكه إلى السجانة مباشرة … ! قبل فترة قصيرة وفي إطار بحث إدارة المرور بالعاصمة إلى إيجاد حلول لفك الاختناقات المرورية عن قلب العاصمة (الميت كمد)، بفعل التوقف الخاطيء و تعامل بعض أصحاب المركبات الخاصة على اساس أن كل شبر داخل هذه العاصمة مكتوب بأسماءهم وان الواحد منهم يحمل في جيبه شهادة بحث معتمدة وعليها ختم توثيق من جهات الاختصاص بأن كل تلك المساحات الخالية مملوكة له ومن حقه أن يستخدمها بالطريقة التي تعجبه وليذهب القانون وكل حادب على تطبيقه إلى (البحر ) ويشرب حتى (تطرشق بطنه). .. (ماتقول كمان البحر في هذه الأيام مليان فل………………….).
نعود إلى شارع الحرية والذي أصبح (اتجاهين) بعد ظل اتجاها واحدا طوال عهد الانقاذ (كل حاجة كانت اتجاه واحد)، المهم أن شارع الحرية أصبح لا يؤدى إلى السجانة فقط وإنما يؤدي كذلك إلى الجمهورية (يعني ما نظام برلماني).
المشكلة أن شارع الحرية بعد أن أصبح (اتجاهين ) ووضعت علامات الحواجز الفاصلة أصبح شارع الحرية ضيق جدا ويتطلب السير فيه قدرا عاليا من الحيطة والحذر من كل سائق مركبة ، أما بالنسبة للمشاة فإن السير بطريقة التسكع لم تعد ممكنة وقد تعرض الشخص إلى خطر حقيقي ، أما بالنسبة( لاسطوات الحب) الذين تتشابك اياديهم مع أيدي حبيباتهم فإن تلك الفرصة قد تبدو معدومة تماما في شارع أصبح اليوم من مجرد التنفس فيه يتطلب أن (تعمل حسابك ) حتى لا تجد نفسك وانت تتقاسم الأنفاس مع أحد مستخدمي الطريق فيتهمك بكتم حريته في شارع الحرية … على الحكومة الانتقالية الاستفادة من الخطوة التي اتخذتها إدارة المرور وجعلت بموجبها شارع الحرية (اتجاهين)، فيمكن أن تتوكل الحكومة الانتقالية على (الحي الدائم) وتعلن عن تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي الذي مررت أمس بجوار مبني البرلمان فوجدت أن الحكومة قد وضعت لافتة انيقة كتب عليها (المجلس التشريعي الانتقالي) …وحتى لا يكون الأمر كما يقول المثل الشعبي (حبال بلا بقر)فلابد من قرار سريع وجرىء بحسم مسألة المجلس التشريعي حتى يكون صوت الشعب مسموعا.
التعليقات مغلقة.