كلام صريح- سمية سيد- (سفة) الوزير وسفاسف الأمور

انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي؛ ضجت الأسافير بتعليقات مختلفة حول ما أظهره مقطع فيديو لوزير شؤون مجلس الوزراء المهندس خالد عمر وهو يتعاطى التمباك بطريقة سريعة قبل أن يواصل حديثه في منبر عام بصحيفة التيار.
حالة تنمر لم يسلم منها الوزير جراء سلوك شخصي ،تتباين ردود الفعل حوله.
البعض يراه من الهنات الصغيرة طالما أن الرجل لم يرتكب جرماً ولا مخالفة للأعراف والثقافة السودانية التي لا تعيب على الفرد تعاطي السعوط أو السجائر ..فيما يرى آخرون أن الوزير وهو شخصية عامة فد جرح الذوق العام والشعور الاجتماعي، وكان من الأجدى أن ينآى بنفسه عن مثل هذا التصرف الغريب. وأن يتعامل وفق البروتوكول الذي يحدد سلوك المسؤول أمام الرأي العام .
لم أقف عند حالة التقبل أو الرفض الاجتماعي لما قام به المهندس خالد عمر..
قررت أن أقف على ما أدلى به وزير شؤون مجلس الوزراء لتقييم الحديث بعيداً عن السلوك الشخصي؛ لأنه في اعتقادي أن الأهم في هذه القضية معرفة تفكير الحكومة حول تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي والأمني. كما أن المهندس خالد عمر يعد الوزير الأول في كابينة مجلس الوزراء . وأن علينا أن نأخذ بحديثه لما يمثله من رأي رسمي للحكومة الانتقالية .
رجعت لمشاهدة فيديو تسجيل منبر كباية شاي لأنني كنت أتابع طريقة عمل خالد عمر منذ أن جاء لشؤون الرئاسة .إذ لاحظت أنه من أكثر الموجودين داخل طاقم الوزارة جدية ورزانة مقارنة بسلفه .
لم تشر الصحف أبداً لحديث خالد عمر حول مبادرة رئيس الوزراء الخاصة بإيجاد مخرج من الأزمة الوطنية، وقضايا الانتقال الديمقراطي في البلاد..تحدث الوزير عن أهمية جعلها مرجعية لخلق أوسع قاعدة سياسية واجتماعية متوافقة حول أجندة الانتقال.
لأول مرة يخرج مسؤول بتصريحات قوية حول أحداث شرق السودان ..لم يلجأ خالد عمر لتعليق الأزمة على شماعة النظام البائد كما يصفها معظم المسؤولين الآن. بل أكد أنها أزمة تهميش شامل للإقليم، وشرح سعي الدولة لإيجاد حل سياسي تنموي لها.
تحدث عن قضية الإصلاح الأمني والعسكري وضروراتها كمتلازمة لنجاح الانتقال ..
لم يرم باللائمة على الشق العسكري، بمثل ما نراه ونسمعه من تصريحات واتهامات متبادلة بين القيادات المدنية والعسكرية . بل أكد على ضرورة وحدة الصف. وقال إن التحديات الماثلة لن تعالج بدون توحيد جهود الحكومة بشقيها، وكذلك لجان المقاومة، ومكونات الحرية والتغيير . وقال إن سلاح الوحدة هو الذي يعبر بأجندة الانتقال.
تحدث الوزير عن النجاحات التي تمت خلال عامين في ما يختص بمحاولات استقرار سعر الصرف وتحجيم السوق الأسود رغم شح موارد البلاد من العملة الصعبة. تحدث عن تحريك التحويلات المصرفية وعن الانفتاح الخارجي على خلفية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. كما تحدث بالتفصيل عن إعادة علاقات السودان مع صندوق النقد والبنك الدوليين، والوصول إلى نقطة القرار في ما يختص بمعالجة ديون السودان، وإمكانية الحصول على القروض والمنح والتأهيل إلى مبادرة الهيبك الخاصة بمعالجة ديون الدول الأقل فقراً.
المحاور التي جاءت ضمن حديث المهندس خالد عمر كانت تحتاج إلى تشريح وتحليل، وأخذ ورد بإرجاعها لمستويات التنفيذ على أرض الواقع. ودرجة تأثيرها الفعلي على حياة الناس.
لكن كل ذلك راح مع قضية انصرافية (السفة)
somiasayed@gmail.com

التعليقات مغلقة.