د. الصافي محمد طاهر جيلاني يكتب.. التهميش المتعمد لإنسان الشرق اصبح اكثر وضوحاً في عهد ثورة ديسمبر

تحدثت من قبل عن التهميش الممنهج لشرق السودان و إقصاءه من المشاركة في السلطة علي مستوي المركز التي يمثله فيها مولانا حسن شيخ إدريس و المهندس ميرغني موسي من جملة ١٤ عضواً بالمجلس السيادي و ٢٦ وزيراً . بالاضافة لغياب التمثيل في المفوضيات القائمة و الحصيلة الصفرية علي مستوي وكلاء الوزارات و مدراء المؤسسات و الهيئات و الشركات و الصناديق الحكومية عدا صندوق شرق السودان الذي اضحي تابوتًا للموتي.
فوجئنا اليوم بتعيين ٢٠ مستشارًا و ٣٠ سكرتير اول بوزارة الخارجية و تم تغييب و تهميش الاقليم الشرقي من الخمسين وظيفة دبلوماسية ، علي الرغم من ان هنالك من ابناء الاقليم ممن اجتاز كل الإمتحانات و دخل للمعاينة النهائية ، ولكن عاينوهم بالعين البايظة.
لم نتوقع هذا التجاوز من د. مريم و نعتقد أنه لم يسعفها كل الارث السياسي و المعرفي في اتخاذ القرار الصائب في إعطاء من وصل للمعاينه من ابناء الاقليم تمييز ايجابي مستحق لاقليم عاني من التهميش منذ الاستقلال . توقعنا بعد زيارتها للبحر الاحمر و وقوفها علي اوضاع الاقليم و معايشتها لحالة الاحتقان و الاستقطاب الحاده و التشنج ان تحسن تقدير الموقف .
اصبح انسان الشرق يشعر بعدم التقدير و التهميش في بلد هم الاقدم و الاكثر دفاعاً عنه عبر التاريخ ، منذ حربهم للهكسوس في عهد احمس و الملكه تاشرا و كانوا جنرالات النهر في مروي البشتوا و حماة مروي من الغزاة الجدد الرومان و مرتزقة النوباد جيش سلكوا و حاربوا الغزو الحبشي علي مروي جيش غيزانا و هم من اسقطوا و دمروا ملك اكسوم الحبشية ، و يشهد لهم نقش كلابشه الذي كتب باللغة المروية تخليداً للملك البلمي خارمدويه احد ملوك البجا ، مرورًا بانتصارهم و دحرهم للمماليك و تصديهم للاسطول الاسباني و استبسالهم امام مدافع الاسطول البرتغالي ، ولا يمكن تجاوز نضالات امراءهم في المهدية بقيادة امير الشرق الامير عثمان دقنه و دورهم في الحركة الوطنية بزعامة ابن الشرق سليمان كشه ، و عبر التاريخ لم يؤتي السودان من شرقه.
ولكن نتيجة التهميش منذ الاستقلال و التعامل بعنجهية و استخفاف و السياسات الرعناء و سوء تقدير الموقف و المحاصصات الضيقة من قبل اصحاب العقلية المركزية اصبح صوت الانفصال يعلو يوم بعد يوم مجبرين لا مخيرين .

التعليقات مغلقة.