الزبير سعيد يكتب: (من الحلو مابحول)..و (تلفون كوكو) مشغول…!

كثيرون شعروا بحالة من القلق والتوجس وعدم الارتياح للطريقة التي تم بها تعليق التفاوض مع الحركة الشعبية بقيادة الجنرال عبد العزيز آدم الحلو الذي يرى بعض المراقبين انه رفع من سقف مطالبه في المفاوضات مع الحكومة بالدرجة التي أدت إلى تعثر تلك المفاوضات التي بدأت في أجواء من التفاؤل الحذر ، ولكن من الواضح أن تعليق المفاوضات قد أتاح لكثير من مياه التغييرات أن تعبر من تحت جسر التفاوض .
لا يمكن أن نتحدث عن التفاوض مع الجنرال عبد العزيز الحلو دون الاشارة الى مفاوضات جوبا التي أفضت إلى اتفاق سلام مع عدد من حركات الكفاح المسلح بدارفور وشرق السودان والنيل الأزرق ، والكل يذكر أن (الحلو) ظل متواجدا في جوبا ابان تلك المفاوضات دون المشاركة فيها ، وهنا نشير إلى ما رشح حينها عن رفضه أن يقود وفد التفاوض الحكومي الفريق أول حميدتي ، ولكن بعد فترة وجيزة التقى (الحلو) بالفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان وأطلق على ذلك اللقاء (إزالة الجمود)، كما التقى الجنرال عبد العزيز بالفريق اول حميدتي وبعدها بدأ (الحلو) أكثر مرونة في مواقفه ومالبث أن عاد لطاولة التفاوض وشغل الشارع السوداني بتلك الشروط التي أخذت حيزا كبيرا من النقاش في الشارع السوداني وأبرزها ما رشح بأن الحلو طالب بأن تكون العطلة الرسمية يوم (الأربعاء )بدلا عن يوم( الجمعة) وهو ما أثار سخرية البعض لأن معاناة الشعب السوداني عامة وشعب جبال النوبة أكبر من أن يتم ابتسارها بتلك الطريقة المخلة. كباشي يقود الوفد الحكومي ..!
لقد بدأت المفاوضات مع الحلو أواخر مايو الماضي وكان وفد الحكومة المفاوض برئاسة الفريق كباشي الذي كان عضوا في وفد المفاوضات التي جرت مع حركات دارفور والحركة الشعبية بقيادة مالك عقار بالإضافة إلى مسارات الشرق والوسط والشمال .. تصريح مثير للفريق كباشي..! ولابد من الإشارة إلى أن الفريق كباشي كان قد أطلق تصريحا آثار جدلا كثيفا وذلك عقب لقاء الدكتور عبد الله حمدوك بالجنرال عبد العزيز الحلو في أديس أبابا وتوقيع اتفاق اطاري وكان مفاد تصريح الفريق كباشي ( انه عطاء من لا يملك لمن لا يستحق )، ولكن تدور الأيام وتدخل الحكومة في تفاوض مع الحلو ويقود وفد الحكومة الفريق كباشي وكان التفاوض يسير بشكل جيد وتم التوافق على كثير من نقاط الخلاف ولكن فجأة تم تعليق التفاوض وعاد وفد الحكومة إلى الخرطوم . تحركات كبيرة من الوساطة …!
تحركات كبيرة بذلتها الوساطة بقيادة السيد توت قلواك والدكتور ضيو حتى يتم استئناف المفاوضات ، وقبل أن يعود طرفا التفاوض (الحكومة والحركة الشعبية بقيادة والحلو) ظهر الجنرال تلفون كوكو في المشهد وكشف ذلك عن خلافات عاصفة داخل الحركة الشعبية ولايبدو أمر تنصيب تلفون قائدا للحركة بديلا الحلو حتى وإن كان (على الورق) لايبدو انه حدث بالصدفة ، ومهما كانت شعبية كوكو قليلة بالمقارنة مع شعبية الحلو إلا أن ظهور تلفون في المشهد وفي هذا التوقيت الحساس فإنه بلا شك اربك المشهد التفاوضي ، كما فيه رسالة لعبد العزيز الحلو مفادها أن (الملعب ليس خاليا ) وربما شعر الحلو انه أضاع العديد من الفرص المضمونة وهو يواجه مرمى الحكومة من خلال المفاوضات ولكنه كان يسدد بعيدا عن الخشبات الثلاث بطريقة كانت كم أبرز أسباب تعثر المفاوضات . لابد من السلام …!
مهما اختلفت الأطراف ومهما تباينت الرؤى والمواقف إلا أن الجميع يتفقون على مبدأ مهم وهو أن السلام بالنسبة لجنوب كردفان غاية وان المواطن تعرض لأسوأ أنواع المعاناة من لجوء ونزوح ودمار لذلك لابد من التوصل إلى اتفاق سلام ينهي معاناة الناس هناك ويحقق لهم الاستقرار المنشود والتنمية المطلوبة..

التعليقات مغلقة.