ما وراء الخبر- محمد وداعة- ماذا تبقى من الثورة ؟

*بعضهم يقول ..لجنة إزالة التمكين دليل استمرار الثورة!*
بدون مقدمات ، تسابقت اقلام بنوايا مختلفة، فى محاولة لاسباغ طابع فكرى و سياسى و مجتمعى بالدعوة للمصالحة مع الاسلاميين، و انبرى من الطرف الآخر من يتبنى موقف من هذه المصالحة أساسه ان هذه الخطوة محاولة لتصفية الثورة، والى هؤلاء، و اؤلئك ، فهذا مجرد تضليل متعمد ، فبينما يرى البعض ان الاسلاميين خطر وشيك يتهدد الثورة ، يقول آخرون ، انهم خطر يجب عدم مواجهته و عليه يجب التصالح معهم..و هذه معادلة بائسة،
*هذا المقال غير مخصص للدخول فى هذه المعمعة ، فقولنا سيكون فى مقام آخر و عندما يحين الوقت لذلك*،
هذه المساحة مخصصة فقط لفضح تدليس ، و أكاذيب مضللة، و عليه يكون متاحا السؤال ، أيهما اكثر خطورة على الثورة ، الاسلاميين ام الاوضاع الاقتصادية المتدهورة ، و تردى الخدمات الصحية ، و ندرة الخبز ، و الانقطاع الدائم للكهرباء، ،
أيهما اكبر خطرا ، الاسلاميين ام عجز الحكومة عن احتواء التوتر والفتنة والاقتتال فى ولايات الشرق و الغرب و الوسط ، و انتظار انفجارها فى الشمال؟

فى اذهان البعض ان الثورة هى فعل مستمر يعلو و يهبط ، و آخرون يرون فى لجنة التمكين حالة ثورية، تعبر عن خط مطلوب جماهيريا، و لا يكترث احد الى ان التفكيك يبدأ من تحقيق العدالة ، و الوصول للجناة باعتبار ان جريمة فض الاعتصام كانت أكبر محاولة للقضاء على الثورة و الثوار ،
في ظل الفشل في تحقيق شعارات الثورة، و تنفيذ الوثيقة الدستورية، واستكمال تحقيق السلام ، و انفاذ الترتيبات الأمنية و إعادة هيكلة القوات المسلحة، و تقنين و دمج قوات الدعم السريع فى المؤسسة العسكرية، و الخطر على الثورة عظيم في ظل غياب العدالة و العجز عن إصلاح و إعادة هيكلة السلطة القضائية و النيابة العامة، و المحكمة الدستورية، و الخطر ا الأكبر فى تزايد اعداد الفقراء و محدودى الدخل ، و تجاوز معدلات التضخم 400%فى بضع أشهر، وبعد عامين على الثورة ليس هناك اكبر خطرا ، من افتقار قيادات الدولة لبرنامج او خطة لإدارة البلاد، أو ليس خطرا عظيما ما يسجل يوميا من جرائم قتل و نهب للمواطنين فى الخرطوم و الولايات جهار نهارا ،
أليس تشظى قوى اعلان الحرية و التغيير و انقسامها ، و اختطافها بواسطة ثلاثى الاختطاف ، و عجزها التام عن تقديم اى فكرة او مشروع يساهم فى حل مشكلات البلاد هو الخطر الأكبر الذى سيكون المدخل لتصفية الثورة؟ أليس التوتر و التجاذب بين القوات المسلحة و قوات الدعم السريع يمثل قنبلة موقوتة ، لا تهدد الثورة فحسب ، بل تهدد بقاء كيان الدولة نفسه،
يا هؤلاء ، لم يعد الاسلاميين يشكلون اى خطر على الثورة، سقط نظامهم و كانوا يمتلكون كل أنواع القوة و السلطة و المال، و لن يجدوا مدخلا لذلك الا بفشل الفترة الانتقالية ، وهم أنفسهم يقولون انهم لا يريدون إسقاط الفترة الانتقالية، ربما يعدون عدتهم الى يوم الانتخاب ،
هذه محاولة فاشلة لتضليل الرأى العام،ومحاولة يائسة لتبرير استمرار مسرح اللامعقول من إخراج لجنة التفكيك ، الثورة تتم تصفيتها بايدى مدعى الثورية أنفسهم ، بالاقصاء المستمر الذى يقوده المتمكنين الجدد،،

التعليقات مغلقة.