ما وراء الخبر- محمد وداعة- السلطة الانتقالية .. فقدان البوصلة !

ثلاثة من اطراف السلطة يتنافسون على العلاقة مع اسرائيل !
احتجاج البرهان و حمدوك .. كانت فرصة لالغاء التطبيع
ذكر موقع اكسيوس ( موقع اخبارى امريكى) ان رئيس الوزراء السودانى عبد الله حمدوك التقى القائم بالاعمال فى السفارة الامريكية بالخرطوم مستر برايان شوكان وقدم احتجاجآ بان اسرائيل تتعاطى حصريأ مع المكون العسكرى و طلب منه ان تتدخل ادارة الرئيس الامريكى بايدن لدى اسرائيل لحثها على التعاطى مع المكون المدنى الذى يمثله ) ، من جانبه كشف تقرير اعده الصحفى الاسرائيلى باراك رافيد عن وصول وفد من جهاز الموساد الى الخرطوم و اجتمع بنائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو ( حميدتى ) ، و افاد التقرير ان طائرة اسرائيلية خاصة تابعة لوكالة المخابرات الاسرائيلية هبطت فى مطار الخرطوم و عادت فى اليوم التالى ،
من جانب اخر كشفت مصادر فى تل ابيب للشرق الاوسط الصادرة بتاريخ 26 يونيو 2021م ،ان الحكومة الاسرائيلية تلقت رسائل من رئيس مجلس السيادة فى السودان عبد الفتاح البرهان و رئيس الحكومة عبد الله حمدوك بسبب اتصالات يجريها قادة جهاز المخابراتى الاسرائيلى من وراء ظهريهما مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ( حميدتى) ، و قالت المصادر للشرق الاوسط ان البرهان و حمدوك اعتبرا هذه الاتصالات تآمر من الموساد على السلطات الشرعية فى السودان التى ابرمت اتفاق تطبيع العلاقات مع اسرائيل ، و قال موقع ( والا) الاسرائيلى ان حميدتى و منذ توقيع اتفاق التطبيع مع اسرائيل يحاول فتح قنوات اتصال مستقلة مع اسرائيل من اجل الالتفاف على البرهان و حمدوك ، ووفقآ للموقع فان البرهان و حمدوك لم يكونا على علم بزيارة فريق الموساد للبلاد ، الى ذلك فقد ركز حمدوك فى مبادرته التى اطلقها الاسبوع الماضى على ملف العلاقات الخارجية و تعدد الاطراف التى تعمل فيه مما يهدد السيادة الوطنية و مصالح البلاد العليا ) ، هذه الزيارة يقال ان لقاءات سبقتها فى اثيوبيا و ايطاليا ،
المؤسف ان هذه الاحتجاجات جاءت من رأسى السلطة الانتقالية ، وهما المعنيان ، بقيادة الاجهزة التى سمحت بهبوط الطائرة الاسرائيلية ، و معنى ذلك ان الفريق حميدتى له سلطة عابرة استطاعت السماح لهذه الطائرة بالهبوط ، ومعروف ان كل الطائرات التى تهبط او تعبر الاجواء السودانية تأخذ اذنآ من سلطة الطيران المدنى التابعة لوزارة الدفاع ، و بالضرورة تم دون علم وزارة الخارجية ،
و المؤسف هو هذا التهافت الذى يسيئ لسمعة السلطات السودانية فى الارتماء فى احضان اسرائيل ، وهذا الاختطاف لسلطات سيادية بواسطة احد اعضاء مجلس السيادة ، كما اختطفت بعض احزاب قحت المجلس المركزى للحرية و التغييير ، و هذا ما قلناه للسيد رئيس الوزراء فى دعوته لنا يوم الاحد الماضى ، فى كيف يمكنه ضبط اداء مجلس السيادة تجاه العمل التنفيذى ، هذا عمل مشين و مخجل و يخالف كل الاعراف و التقاليد المرعية فى الاعراف الدبلوماسية بغض النطر عن كون هذا الملف مختلف حوله ، و سبق وحذرنا من الغفلة فى اقامة علاقات مع اسرائيل ، لانها ليست دولة تراعى قواعد القانون الدولى فى تجريم اختراق الدول ، اعتقد كانت فرصة للرئيسين برهان و حمدوك ان يعلنا الغاء الخطوات التى تمت فى التطبيع بدلآ من الاحتجاج على اختراق الموساد للملف عن طريق فتح قنوات مستقلة مع حميدتى ، منو العوض .. و عليه العوض..
التعليقات مغلقة.