وزير الري المصري دكتور محمد عبد العاطي في حوار الساعة مع(أول النهار)

هناك إمكانية لتعديل سد النهضة هندسيا

يجب أن نستنفذ كافة الخيارات الفنية والسياسية والقانونية

نستبعد الخيار العسكري ولكل.. حدث حديث..

هناك مشاكل فنية لملء البحيرة معلنة وغير معلنة

القاهرة.. حوار – رئيس التحرير
قام وزير الري السوداني ياسر عباس بزيارة قصيرة الي إثيوبيا خلال اليومين الماضيين بشان قضية سد النهضة التي تشغل ذهن الدول المعنية بالأمر، واستبعد عباس، بشكل قاطع، إقحام العمل العسكري كخيار في معالجة موضوع سد النهضة، مشددا في الوقت ذاته على رفض بلاده لربط المسألة بطرح تقاسم المياه، وقال إن الخرطوم تبقي خياراتها السياسية والقانونية مفتوحة، مستبعدا أن يكون التحرك على مستوى الجامعة العربية هادفا لاصطفاف عربي إفريقي، وآمن على ذلك وزير الري المصري دكتور محمد عبد العاطي من خلال الحوار الذي أجرته معه،، اول النهار،، بالقاهرة امس وقال إن لدي السودان ومصر امل في التوصل إلى اتفاق وأكد عبد العاطي ان صوت العقل سيغلب على اي صوت اخر وسنصل الي اتفاق يصب في مصلحة الجميع مستبعدا اي خيارات عسكرية، الا انه أشار الي ان ملء بحيرة السد بصورة احادية يعتبر مخالف وسيعرض دول المصب المخاطر، كشف ذلك وزير المصري ل،، اول النهار،، الي جانب كثير من التفاصيل حول قضية سد النهضة.

بدء السيد الوزير،، سد النهضة،، الموقف الان؟

هناك اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية يناقش على المستوى العربي القضية، وقامت مصر بإرسال مذكرة لمجلس الأمن وأعتقد أن السودان سيقوم بذلك أيضا، ولاتوجد حركة حتى الآن على مستوى المفاوضات، ويمكن ان نصف الوضع بأنه لا زال متجمد حتى الآن، بخلاف التحركات السياسية.

ماهي نتائج زيارتكم الأخيرة للسودان؟

من اهم النتائج هي تأكيد على مواقف البلدين على أن اي اجراء احادي لملء البحيرة يعتبر مخالف اذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يحدد المسئوليات والحقوق والواجبات وآلية لفض المنازاعات اي شي يتم دون التوصل لهذا الاتفاق تعتير مخالفة، وهذا يتوافق عليه السودان ومصر، والتشاور في الأمر بين البلدين له أهمية كبيرة على كافة المستويات، السياسي والفني وغيره لمتابعة الأمر.

البيان المشترك عقب الزيارة لم يفصل الخطوات المقبلة لحماية الحقوق المائية بالنسبة للبلدين؟

الخطوات المحددة تتصل بالتحركات السياسية الاقليمية والدولية وعلى المستويات الثنائية وعلى مستوى جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي لتوضيح وجهة النظر وفي ذات الوقت ايجاد وسيلة للوصول لاتفاق يقلل من المخاطر على الدولتين، هناك مخاطر للسد شهدها السودان العام السابق نتيجة فتح البوابات بطرق غير تنسيقية وعدم اخطار دول المصب والتي تسببت في عكارة سد الروصيرص وكل هذه التجارب تحتم وجود اتفاق وأسس واتفاقيات على اسلوب الملء والتشغيل واعادة الملء للمساعدة في حل مشاكل الجفاف، ولا ينبغي أن تكون دول المصب في حالة جفاف وبحيرة السد بها ماء وهذا يشير الي أهمية الاتفاقية وآلية لفض المنازعات في حال اختلاف الدول.

هل تتوقع التعنت من الجانب الإثيوبي وان تقوم بملء بحيرة السد رغم رفض الأطراف؟

هناك مشاكل فنية تتصل بالسد، وهناك مشاكل فنية تم الإعلان والكشف عنها واخرى لم ليتم الإعلان عنها ربما يتم الإعلان عنها في الوقت المناسب وهذه المشاكل الفنية تعوق عملية الملء الكامل المعلن عنه خلال هذا العام بما يقارب 13ونصف مليار متر مكعب وفي تقديري ليس لديهم القدرة لتحقيق ذلك بسبب المشاكل الفنية في الإنشاءات.

في حال تعنتت إثيوبيا هل تلجأ مصر للخيار العسكري؟

لكل حدث حديث.

لا زال السؤال قائم في حال تعنتت إثيوبيا ماهي المعايير الدولية التي يجب التعامل بها؟

التنعت بالطبع هو واضح ولذلك من الأهمية بمكان التواصل مع المجتمع الدولي من جانب السودان ومصر لإظهار هذا التعنت وإظهار مخاطر هذا التعنت.

هل توجد اتفاقيات دولية يتم الاعتماد عليها في هذا الأمر؟

نعم هناك اتفاقيات دولية وأعتقد أن السودان لديه ملف قانوني في هذا الأمر يحتوي على تأثيرات السد على البيئية والاجتماعية والاقتصادية كجزء من تاثيرات السد ومن خلال هذا يمكن مقاضاة الشركات التي قامت بالانشاء لان ذلك يتسبب في ضرر كبير وبالتالي لابد من وجود أدوات قانونية وسياسية تحافظ على الحقوق.

خلال الايام القليلة الماضية كانت هناك مناورات عسكرية بين مصر والسودان تحدث الكثيرين عن ان لتلك المناورات علاقة بسد النهضة ما قولك؟

لا اريد التطرق بالحديث عن التطور العسكري والمناورات، ويجب أن يكون لدينا امل في التوصل إلى اتفاق، ما زالت هناك مساحة للوصول إلى اتفاق اذا ما توفرت الإرادة السياسية وهذا ما نعول عليه ليتم التوصل إلى اتفاق وهذه الإرادة متوفرة لدي مصر والسودان ونتمنى أن تتوفر لدي إثيوبيا ليتم التوصل إلى اتفاق.

بصفتك وزيرا للري المصري هل هناك إمكانية لتعديل الوضع الهندسي للسد دون أن تتاثر الدولتين مصر والسودان؟

طبعا يمكن أن يتم ذلك، وهذا ما تم في اتفاقية واشنطن ورفضته إثيوبيا، ويمكن ان يتم توليد 80% من كهرباء السد في اسواء ظروف الجفاف وهذا في حد زاته يعتبر ضمانة كبيرة لاثيوبيا في استمرارية توليد الكهرباء من السد ويحافظ على مناسيب محددة وهناك أدوات هندسية تعمل على تخفيف تاثيرات السد على دول المصب.

هل هناك تأثيرات على بحيرة السد العالي في حال ملء بحيرة سد النهضة؟

يجب أن نكون على علم بان المياه التي تملاء بها بحيرة سد النهضة تنتقص من المياه التي تأتي للسودان ومصر ايا كانت الكمية ومدي استعداد السودان ومصر لقبول هذا النقص يعتمد على الجاهزية والسدود الموجودة لدي البلدين وهذا يحدث ارتباك في النظام النهري، نتيجة لعدم التنسيق بشان ملء بحيرة السد وعدم تبادل البيانات فضلا عن عدم وجود اتفاقيات بشان الملء والتشغيل ولا يجب أن نعلم بان إثيوبيا ستطلق مياه من إحدى السدود من وسائل الإعلام لان هذا يؤدي إلى خطورة للشعوب الموجودة على مصب السد، فيضان صناعي بإطلاق كميات مياه زائدة عن الحاجة او جفاف صناعي بحجز كميات مياه زائدة الحاجة.. هناك خطورة مزدوجة في الفيضان او الجفاف، لذلك يجب أن يكون هناك اتفاق واضح وهو في صالح الجميع.

ماذا لو قامت إثيوبيا بملء البحيرة دون اتفاق وماهي الخيارات أمام القاهرة والخرطوم؟

يجب أن نستنفذ كافة الخيارات الموجودة سواء كانت خيارات فنية او سياسية او قانونية ومن ثم نري ما سيحدث ولا نريد أن نستبق الأحداث لا زال لدينا امل في السودان ومصر ان صوت العقل سبغلب على اي صوت اخر وسيتم التوصل إلى اتفاق مرض للجميع ويصب في مصلحة الجميع.

التعليقات مغلقة.